استراتيجية الدراما التعليمية Teaching Drama Strategy
استراتيجية الدراما التعليمية
أعزاءنا القراء كم من المسرحيات الثقافية أو الكوميدية ما زالت عالقة في أذهانكم للآن ولا تزال مشاهدها عالقة في ذاكرتكم بالرغم من مرور سنين عدة؟ بالتأكيد أن جميعكم قد بحث في ذاكرته عليها واستحضرها الآن، لأنها من الذكريات التي تبقى عالقة في الذاكرة مهما طالت السنون.
مقال غرفكم الصفية مسارح فنية سيُقدم لكم استراتيجية تساعدكم على تحويل صفوفكم إلى مسارح فنية يُطلق فيها طلبتكم العنان لمواهبهم وتُطلقون من خلالها العنان لإبداعكم من خلال دمج طلبتكم في عملية تعلمهم لتتمكنوا من توفير تجربة تعلم أكثر ديمومة بالإضافة إلى إيجاد فرصة تعلم مميزة لطلبتكم وستقومون بصناعة ذكريات لا تنسى لطلبتكم في صفوفكم من خلال توظيف استراتيجية ممتعة وفاعلة لكم ولهم.
تأملوا أعزاءنا القراء الأسئلة الآتية وابحثوا عن إجابات لها من ذاكرتكم:
هل اشتركتم في تأدية مسرحيات أو مشاهد تمثيلية صغيرة في مدارسكم؟
من هي الشخصية التي ابدعتم في تأديتها؟
هل قمتم بتقليد شخصية ما أمام زملائكم أو إخوتكم؟
لا بد أن جميعكم قد أدّى أدوارًا بسيطة لشخصيات مختلفة سواء في المدرسة أو في المنزل، بل إن الكثير منكم قد تدّرب على النصوص القرائية من خلال تَقمُص شخصيات النص القرائي.
بشكل عام يميل الإنسان إلى التقليد فكثيرًا ما نرى الأبناء أو الطلبة يميلون إلى لعب دور أو تقليد عددًا من الشخصيات المختلفة كالطبيب والشرطي والمعلم والبائع وهنا يقع على عاتق المعلم أو المعلمة استثمار ميول الطلبة للتقليد والتمثيل لتعليمهم الكثير مما يَصعُب تدريسه ودراسته بالطرق التقليدية لذا ننصحكم بمتابعة القراءة والتعرف على استراتيجية الدراما التعليمية وما تَضم في ثناياها من تفاصيل من أجل مسرحة صفوفكم.
الدراما في التعليم
طريقة تعليمية يقوم الطلبة من خلالها بتمثيل موقف أو مشكلة مُحددة ويتم ذلك بتوجيه من المعلمين فخلال التمثيل يتقمص الطلبة الممثلون شخصيات الموقف وأحداثه، في حين يشاهد الطلبة الآخرون ويلاحظون المواقف المُمثلة أمامهم، وبعد الانتهاء من التمثيل يُنظم المعلمون مناقشة مُوجّهة يشارك فيها الطلبة جميعًا.
تهدف الدراما في العملية التعليمية التعلمية إلى إضفاء المزيد من الواقعية على المواقف التعليمية، وتُعد من الأنشطة المناسبة التي يمكن الاستفادة منها لتحقيق أهداف المنهج من خلال تطبيقها داخل الصف ويساعد تطبيق الأنشطة المسرحية على مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة فهي تتضمن أنشطة وأساليب تراعي أنماط التعلم والذكاءات المتعددة لدى الطلبة.
هنا أعزاءنا المعلمين لا بد من التأكيد على أن الدراما تساعد على إثراء عملية التعلم النشط لدى الطلبة على اختلاف أعمارهم، وخاصة الصغار منهم، نظرًا لارتباطها بالخبرة المباشرة الناتجة عن نشاط وفعالية الطلبة كما أن الدراما لا تستهدف العمليات العقلية فقط، بل تستهدف أيضًا الجزء الأساسي من الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلبة.
تُعد الدراما من أكثر النشاطات فاعلية وتستخدم لتدريس المواد الأكاديمية مثل اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والتاريخ بغض النظر عن مستويات الطلبة المختلفة، كما أنها تعد تعبيرًا صريحًا عن المشاعر والإفصاح عن الأفكار والآراء.
دور الدراما في اكساب الطلبة لبعض المهارات الحياتية ومهارات القرن الحادي والعشرين
أولًا: مهارات الاتصال
إذا أمعنتم النظر في الجوانب المختلفة للدراما التعليمية، تجدون أنها تتوافر فيها جميع عناصر عملية الاتصال التي تتكون من:
- المُرسل: ويُعبَر عنه بمجموعة الطلبة الذين يقومون بعملية التمثيل.
- الرسالة: تتمثل في المعلومات والمفاهيم والقيم والاتجاهات المراد توصيلها للطلبة ويتم طرحها من خلال النص الدرامي.
- المُستقبِل: وهو في هذه الحالة الطلبة، سواء المشاركين في التمثيل أو الجمهور.
- وسيلة التفاهم: وتعتمد هنا على اللغة اللفظية ولغة الجسم ولغة الإشارة والإيماءات.
ثانيًا: مهارات اللغة
تشتمل مهارات اللغة على مهارات التحدث والقراءة والاستماع والكتابة. والواقع ان الدراما تعتمد في جوهرها على مهارات اللغة الأربع، وللدراما ايضًا اثر ودور في تنمية حصيلة المتعلم اللغوية باستخدام الاساليب التعليمية المتنوعة وإعطاء الطلبة مصادر تعلم خاصة باللغة بالإضافة إلى التعرف على مجموعة من المصطلحات الجديدة في اللغة وممارستها (التعبير الشفوي) وضمها للقاموس اللغوي الخاص بالطلبة فالدراما تعد إحدى الاستراتيجيات التعليميّة الصديقة لتدريس اللغات حديثا وقديما.
ثالثًا: مهارات العمل التعاوني
تذخر الأنشطة الدرامية على اختلافها بالمواقف التعليمية التي تعطي للطلبة فرصًا عديدة ومتنوعة تساعد على تنمية مهارات العمل التعاوني وتحمّل المسؤولية لديهم والدراما تعتمد على الجهد الجماعي للطلبة. ولعل المسؤولية الكبيرة في أهمية تنمية مهارات العمل التعاوني لدى الطلبة تقع على عاتق المعلمين وذلك من خلال استخدام طرق مختلفة كوسيلة لتشجيع الطلبة على المشاركة دون استثناء، فيتم التعرف على قدراتهم وإمكانياتهم واستعداداتهم.
رابعًا: مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات
ينمّي توظيف الدراما في عملية التعلم والتعليم وما تتضمنه هذه الاستراتيجية من مواقف وأحداث قدرة الطلبة على مواجهة المشكلات التي قد تصادفهم مستقبلٍا، إمّا في البيئة المدرسية أو في البيئة الواقعية، مما يساهم بطبيعة الحال على تكوين الشخصية المثالية للطلبة، والقدرة على التفاعل مع كل ما يحيط بهم من ظروف وما قد يواجههم من تحديات في المستقبل.
خامسًا: المهارات الحياتية اليومية
تساعد الدراما على اكتساب المهارات الحياتية اليومية المختلفة بواسطة تدريب الطلبة على بعض المواقف التجريبية التي قد تواجههم، سواء في المنزل أو في المدرسة أو عند الذهاب للتسوق أو عند استخدام وسائل النقل المختلفة أو في أي مواقف أخرى، لكي يستطيع الطالب أو الطالبة من التفاعل مع المجتمع المدرسي أو المجتمع الواقعي دون أن يشعروا بالعجز أو الخوف أو الخجل من مواجهة الآخرين، وأيضاً تستخدم لتدريبهم على ممارسة الأدوار المتوقع أن يمارسوها فيما بعد في العالم الواقعي.
لنقف هنا برهة، لا بد وأنكم تتساءلون هل توظيف هذه الاستراتيجية بالأمر السهل؟ وهل هذه الاستراتيجية تُساهم بشكل فعلي في تنمية المهارات الحياتية لدى الطلبة؟
أعزاءنا المعلمين تُعد استراتيجية الدراما التعليمية الاستراتيجية التربوية المُثلى التي لها الدور الملحوظ في تنمية أهم المهارات الحياتية لدى الطلبة من خلال ممارستها عمليًا، فهي إستراتيجية سهلة التطبيق مع الطلبة لا تحتاج إلى أدوات مكلفة أو أماكن مخصصة، بل إن غرفكم الصفية كفيلة بأن تكون مسارح فنية تضجُّ بمواهب طلبتكم، ومن الأدلة الفعلية على أهمية استراتيجية الدراما التعليمية أن وزارة التربية والتعليم تسعى دائمًا إلى تنفيذ ورشة عمل متخصصة بالدراما التعليمة لتقديم أمثلة حيّة لتوظيفها من قبل المعلمين في غرفهم الصفية بوصفها من الأساليب الدراسية الحديثة التي تنمي مهارات الطلبة الإبداعية والابتكارية.
في نهاية هذا المقال، تذكروا دائمًا أن المجال التربوي مجال واسع يتسع ويستوعب العديد من استراتيجيات التدريس التي يمكن أن تستخدم بسهولة مع أي مبحث دراسي تدرسونه، لذلك لا تعتمدوا على توظيف استراتيجية تعليمية واحدة في تدريسكم أو استخدام أسلوب تدريس واحد دون غيره بل نوعوا في اختياراتكم لتلبوا حاجات طلبتكم جميعها بهدف تنمية مهاراتهم الإبداعية بالإضافة إلى تحقيق أهداف المناهج التعليمية بيسر وسهولة. لا تترددوا بمشاركة استراتيجية الدراما التعليمية مع زملائكم.